نظرية ابن عربي في الأعراض الكونية أو الحقيقة الكلية وصلتها ببعض النظريات الشرقية والغربية 1- وجود الذات الإلهية 2- الوسيط: الألوهة 3- العدم المطلق 4- الوجود الذهني 5- حقيقة الأعيان الثابتة في العدم 6- الأعراض الكونية
Main Article Content
Abstract
تمثل حقيقة الحقائق أو الأعراض الكونية أحد تجليات الوسيط - أو البرزخ - بين الذات الإلهية والعالم. وتكمن وساطتها - أو برزخيتها - في أنها تمثل محتوى العلم الإلهي أو معلومه القديم. وإذا كان ابن عربي يفرِّق بين العلم والمعلوم ويرى أن العلم هو "عبارة عن حقيقة في النفس تتعلق بالمعدوم والموجود على حقيقته التي هو عليها أو يكون عليها إذا وجد"، فإن حقيقة الحقائق أو الحقيقة الكلية، هي مجموع الحقائق التي يتكوّن منها العلم الإلهي. (1)
ولا يشترط أن يكون لهذه الحقائق وجود عيني سابق على العلم بها، كما ذكرنا في التعريف السابق للعلم، فالعلم يتعلق بالمعدوم والموجود على السواء. وتعلقه بالمعدوم إنما يكون بحقائقه التي يكون عليها إذا وجد. ومعنى ذلك أن العلم لا يتعلق بالعدم المحض، بل يتعلق بالعدم الذي يصح وجوده. كأنه يؤيد أفلاطون في فلسفته المثالية: "إن كل شيء يخلق على صورة ماهيته، وماهيات الأشياء سابقة على وجودها." يعني كما هي في العلم الإلهي وهي في عدمها. وبهذا يتجنب ابن عربي وجود أي موجود عيني سابق على علم الله يتعلق به العلم. إن حقيقة الحقائق الكلية لا يمكن أن توصف بإمكان، لأنها من حيث معقوليتها كحقائق كلية لا تقبل الوجود العيني الذي يقبله الممكن، وإن كان من الإمكان أن تظهر في موجودات عينية من حيث حقائقها.